2025-09-24 05:31:35
في ليلة استثنائية من كأس إيطاليا، برز نجم الأسطورة جيانلويجي بوفون كأبرز شخصيات المباراة رغم خسارة فريقه بارما أمام إنتر ميلان بنتيجة 2-1. الحارس الإيطالي المخضرم، الذي سيبلغ من العمر 45 عاماً هذا الشهر، قدم أداءً استثنائياً يتحدى منطق الزمن، ليذكر الجميع почему يعد أحد عمالقة كرة القدم في التاريخ.
خلال 120 دقيقة من الكفاح، قدم بوفون سلسلة من التصديات المذهلة، كان أبرزها تصديته في الدقيقة 90 أمام المهاجم البوسني إدين دجيكو، التي حافظت على التعادل وأرسلت المباراة إلى الأشواط الإضافية. لقطات هذا التصدي انتشرت كالنار في الهشام عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث احتفى الجمهور بأداء لا يتناسب مع عمر اللاعب الذي تجاوز بكثير متوسط عمر الاعبين المحترفين.
التفاصيل الإحصائية لمباراة بوفون الأخيرة تثير الدهشة: 7 تصديات حاسمة، وتدخلات ناجحة بنسبة 85%، وأداء قيادي استثنائي. هذه الأرقام تصبح أكثر إثارة للإعجاب عندما نعلم أن بوفون لعب أول مباراة له في كأس إيطاليا مع بارما عام 1997، أي قبل 25 عاماً، في وقت لم يكن多数 اللاعبين الذين شاركوا في المباراة الأخيرة قد ولدوا بعد.
بعد المباراة، غرد بوفون على حسابه بتويتر معبراً عن فخره بأداء فريقه: “كافحنا لتحقيق الحلم، وقدمنا حقاً كل ما لدينا”. هذه الكلمات تعكس الروح القتالية نفسها التي جعلته أحد أكثر الحراس تتويجاً بالبطولات في تاريخ كرة القدم الإيطالية، حيث حقق 10 بطولات دوري مع يوفنتوس، وكأس العالم 2006 مع المنتخب الإيطالي.
الاحتفاء ببوفون تجاوز الحدود الإيطالية، حيث أشادت الصحف الرياضية العالمية بأدائه. الصحفي الرياضي تركي الغامدي وصفه على تويتر بأنه “أسطورة حقيقية”، مؤكداً أن أداءه يتحدى كل قواعد كرة القدم الحديثة. موقع “سكواكا” المتخصص في إحصاءات كرة القدم أشار إلى أن بوفون لا يزال يقدم أداءً يتفوق على حراس مرمى أصغر منه بعشرين عاماً.
قصة بوفون مع بارما تمثل دورة كاملة في مسيرته الأسطورية، حيث بدأ التألق مع هذا النادي قبل ربع قرن، ليعود اليوم ويقدم أداءً يذكر الجميع بأن العمر مجرد رقم عندما يتعلق الأمر بالموهبة الحقيقية والالتزام غير العادي. في عالم كرة القدم السريع حيث يتقاعد اللاعبون في منتصف الثلاثينيات، يظل بوفون الاستثناء الذي يؤكد القاعدة، ويقدم إثباتاً حياً على أن الشغف والتفاني يمكن أن يتغلبا على كل الحدود، حتى حدود الزمن نفسه.
